قال حسين عوني العربكري – أحد العلماء الأدباء الأتراك المدرسين في جامع السلطان بايزيد في اصطنبول رحمه الله تعالى - : (إن القصيدة النونية التي صاغها صوغ التبر الأحمر، ونظمها نظم الدر والجوهر البليغ الأديب والحكيم الأريب أبو الفتح البستي رحمه الله لما كانت محتوية على حكم محكمة، ومنطوية على مواعظ في القلوب محكمة، سخا بها سخاء معن بن زائدة، وأفصح فيها عن فصاحة قس بن ساعدة، بإدراج الأمثال الرائقة، والمعاني الفائقة..).
وقال أحمد المنيني الدمشقي: (وأطول قصائد أبي الفتح البستي وأشهرها قافيتها النونية في الأمثال يستهيم في حفظها وروايتها أهل الأدب، ويعنى بها الناس حتى الصبيان في المكتب، ومطلعها: زيادة المرء في دنياه نقصان).
وقال الشيخ عبدا لفتاح أبو غدة: (والحق أنها قصيدة تفيض بالنصح والهداية والتبصير، مع العذوبة والفصاحة والجزالة، وحسن الصنعة البلاغية الشيقة، فهي كما قال ناظمها رحمه الله تعالى في أوائلها: وأرع سمعك أمثالًا أفصلها .. كما يفصل ياقوت ومرجان
وهي أنطق دليل على رفعة أدبه، وبلاغة بيانه، وكياسة فكره، وصلاح نفسه، وقد ضمنها النصائح الغالية، والمواعظ البليغة الواعية، فهي لآلىء منثورة، وجواهر منظومة، وكل بيت منها حكمة مستقلة بنفسه، يغني عن قراءة رسالة أو كتاب، فهي من خير الشعر الحِكَمِيِّ، وأبلَغِه).