شرح تعليمي بالدرجة الأولى، ويُعَدُّ شرحًا وجيزًا بشكل عام، يقتَصِرُ على شرح البيت أو البيتين فاصلاً بين الأبيات والشرح، ويذكر الآراء الأخرى بشكلٍ موجز، وربما زادَ بعضَ المُقدمات التوضيحية كالتوطئة في بداية الباب، ثم يشرع في شرح البيت المقصود، لكنَّهُ طوَّل في بعض المواضع، كباب (الاستثناء) واختصر في مواضع كبابِ (المفعول به).

جعل أبو حيان هذا الشرح في جزأين الأول ينتهي بانتهاء باب التمييز، ويبدأ الثاني بحروف الجر، وينتهي بباب أفعل التفضيل، وهو من الكتب التي لم يتمها أبو حيان. ويظهر فيه النفس النقدي، مع شدة أحيانًا، وينقل عن كتب لم تصل إلينا ككتاب "الواضح" للأنباري.

شرح خفيف للألفية، جمع كثيرًا من الأحكام النحوية المنسوبة إلى أصحابها، وسلك فيه صاحبه منهجًا علميا تعليميا، مع تتبع ابن مالك في كتبه الأخرى، والتنبيه على ما جاء بها من زيادات، فضلًا عن العناية بالشواهد، والإشارة إلى المسائل الشاذة، والنادرة، والمطردة، وبيان الأوجه الصحيحة.

شرح ميسر، قام فيه المؤلف بتحليل أبيات الألفية تحليلًا ميسرًا، فصل مجملها، وقيد مطلقها، وفك مغلقها، مستخدمًا في ذلك غالب أمثلة ابن مالك في الألفية، ولم يكن مسترسلًا في ذكر أقوال النحاة وخلافاتهم، وأضاف في شرحه فوائد وتتمات، لم يوردها الناظم ولا ابنه في الشرح. وهو لا يورد أبيات الألفية قبل الشرح، ولا يحلل جملها، وإنما يعرض مضمون البيت أو الأبيات، التي تخص قضية من القضايا، ويمثل لذلك، ويكثر من الاستشهاد بالقرآن والسنة والشعر العربي.

نثر مكثف للألفية، امتاز ببساطة العرض ووضوحه، وكثرة الاستشهاد بالآيات القرآنية، وموافقته لابن مالك في معظم الآراء التي ذهب إليها، وهو كتاب قريب التناول، بعيد عما جاء في غيره من الشروح من اختصار أو التواء في العبارة. وقد حظي بعناية بالغة، فتعددت شروحه، وتنوعت حواشيه. من أشهرها شرح خالد الأزهري المسمى التصريح

يعد شرحه تعليمياً، يبدأ قبل شرح الأبيات بتوطئة يذكر فيها التعريفات الاصطلاحية الأساسية في ذلك الباب ، ويبين محترزاته أو قيوده، وكذلك اشتقاقه، أو سبب تسميته بذلك الاسم ، ونحو ذلك ، مما تدعو الحاجة إلى معرفته. وتأثر بابن هشام إلا أن العناية به قليلة، فهو يناسب المبتدئ في دراسة الألفية على سبيل المطالعة أكثر من أن يدرس كشرح ابن الناظم أو ابن عقيل مثلا، لعدم توافر الخدمة عليه.

شرح سهل العبارة، مناسب لمتوسطي الثقافة النحوية، قريب من أذهان الناشئة، يرشد المتعلمين إلى إدراك المراد من الخلاصة بعبارة موجزة، وإيضاح المقصود منها على نحو ميسر.

لا يخالف المؤلف ابن مالك في منهجة الذي اختاره في ألفيته، كما أنه يهتم بالتعريف وذكر المحترزات، واهتم بالاستشهاد بالقرآن العظيم وقراءاته، ويشرح أحيانًا بعض الكلمات الغربية، ويوضح معناها، ويستشهد بها على ذلك المعنى، ويعرب الألفية، ويتعقب المصنف أحيانًا، ويقارن بين نسخ الألفية، ويهتم بلغات العرب، والجانبين الصرفي والبلاغي.

شرح مختصر، لم يتعرض إلى الخلافات النحوية، إلا قليلا، ويقتصر على توضيح مراد ابن مالك، مستشهدًا بالكتاب والسنة والشعر، إثباتًا للقاعدة وتأكيدًا لها.

شرح تعليمي وجيز، وأسلوبه في الشرح مزجي، أي أنه لا يميز بين شرحه وبين النظم كما يفعل الشراح الآخرين، بل يمزجه بالنظم حتى يكون كأنه كتاب واحد، وهو كتاب مكثف المعاني.