من أوائل شروح الشاطبية، ومن أسباب شهرتها، واعتنى فيه المؤلف بشرح الغريب، وإعراب الألفاظ، وبيان المعاني، وتوجيه القراءات.

استوعب المؤلف أبيات الشاطبية جميعًا بالشرح، فلم يترك منها شيئًا إلا شرحه، وبنى تأليفه في شرحه لكل بيت على ثلاث قواعد مبادىء، وهي في معاني أبيات الشاطبية اللغوية، ولواحق، وهي في إعراب أبيات الشاطبية، ومقاصد، وهي في المقصود من الكلام مرموزًا أو منصوصًا. فهو جميل الترتيب، بديع التنسيق.

شرح مختصر يوقف المطلع عليه على فهم مقاصد النظم الشريفة، ومعرفة معانيها اللطيفة. قال الذهبي: (وشرحه في غاية الحسن).

يعتبر من أنفع الكتب في هذا العلم، ويعد من أجل التصانيف وألطفها، وامتاز عن غيره بالتصدي لبيان توجيه القراءات من لغة العرب، واهتمامه بقضايا الإعراب، وتفرده بإصلاح ما عن له إصلاحه من أبيات النظم.

من أفضل شروح الشاطبية وأدقها، ويعتني المؤلف بإبراز الأمور المتعلقة بالعربية من إعراب ومعانٍ لغوية، ونكات بلاغية، وتوضيحات عروضية، ويعتني بالشرح الإجمالي، وإبراز المعاني الدقيقة، ويقوم بتوجيه القراءات ما يتعلق منها بالأصول والفرش، ويبين اختياره، ويربط بين الأبيات ببيان مناسبة التالي لسابقه، ويناقش الشراح المتقدمين.

شرح متوسط، جانب فيه المؤلف التطويل الممل، والاختصار المخل، واعتمد فيه على شرحي أبي شامة، وأبي عبد الله الفاسي، فقام المؤلف بشرح الكتاب بما يوفي المقصود، واجتهد في بيان فك الرموز، وبيان إعراب الأبيات، وتوجيه المشكل من القراءات، وتفسير غريب اللغات، وبيان معاني الألفاظ، وما تضمنته من بديع وبيان.