قصيدةٌ لاميَّةٌ في القراءات الثلاثِ، وهي قراءةُ أبي جعفَر المَدَني، ويعقوب الحضرَمِي البصري، وخلَفِ البزَّار الكوفي. وقد اتَّبَع فيها ابنُ الجزريِّ الشاطبيَّ في «الشاطبية»، فأتمَّ بها القراءاتِ العشر المتواترةَ، التي تُسمَّى عند القراء بالعشر الصغرى.

وقد عارَضَ ابنُ الجزريِّ الشاطبيَّ، فـ«الدُّرَّةُ» على وزن «الشاطبيَّةِ»، ورُويِّهَا.

وكان منهجُه أن جعلَ قراءةَ نافعٍ أصلًا لقراءة أبي جعفر، وقراءةَ أبي عمرٍو أصلًا لقراءةِ يعقوب، وقراءةَ حمزة أصلًا لقراءة خلَف، فإن اتفقا لم يذكُر القراءة، وإن اختلفا فقرَأ كلٌّ منهُما بوجهٍ ذكر ذلك الخلاف.
وقد ألَّف قبلها كتابَ «تحبيرِ التيسير في القراءاتِ العشر»، ومن ثَمَّ نظمَ هذه القراءاتِ الثلاث بمنظُومَتِه «الدُّرَّةُ المُضيَّة»، وممَّا دعاهُ إلى تأليفِ «التَّحبيرِ» و«الدُّرَّة» هو ما شاع لدى ضعاف الطلبة من أنَّ القراءاتِ المُعتبرَة هي التي في «التَّيسِير» و«الشَّاطبِيَّة» فقط.