من المُتُون المُختصَرة في علمِ التَّجويد، حَوَت على صِغَر حجمِهَا جُلَّ أبحاثِ التجُويد الهامَّةِ، مع حُسنِ سَبكِ، ودِقَّة لفظٍ، وجمَالِ أُسلُوب، ورزَقَها اللهُ القَبُولَ لدَى النَّاسِ منذُ زمن المؤلف إلى وقتِنَا الحالي، يحفَظُها القُرَّاء والحُفَّاظ، ويشرحُها العلمَاء والأفاضِل، ويتدارَسُها الأساتِذَة والطُلابُ، حتى صارت عندَ كثيرٍ من الناس شرطًا لازمًا في الإجازة، لكونِهَا صانَتِ القُرَّاء عن عُيُوب اللِّسَان ولُحُون المُتزَيِّدين، وَاستَأثَرَت «المُقدّمَةُ الجزرية» بمُعظَمِ جُهُود عُلَمَاء التَّجوِيد في القُرُون المُتأخِّرَة، ويبدُو أَنَّها صارَتْ مُقرَّرًا دِرَاسِيًا لمُتعلِّمِي التجويد منذُ حياة المؤلف حتى عهدٍ قريبٍ من زمانِنَا، ولم تتمَكَّن المُؤلفات الكثيرةُ المعاصرة من زحزَحَتِها عن تلك المكانة. وهي تقع في 107 بيتًا.

من المُتُون المُختَصَرة في علمِ التَّجويد، بيَّن فيه المُؤلِّفُ أحكامَ النُّونِ السَّاكِنَة، وأحكَامَ المِيمِ السَّاكِنَة، والمُدُود.

مختصر في فن التصريف، اقتصر على تصريف الأفعال، وقد حظي باهتمام المعلمين والمتعلمين. وهو من المتون التي ظهرت في أواخر الدولة العثمانية، وكثر شراحه في ذلك الوقت.

رسالة مختصرة في أصول الفقه، اعتنى فيها المُؤلِّفُ بإيضاح مُصطلحاتِ وألفاظِ أصول الفقه، بشكل سهلٍ مُيسَّر. وقد امتازَ بكثرة الأمثلة الفقهية، و في ذلك رعايةٌ لبناء الفروع على الأصول، وتنميَةِ الملكة الفقهية الأصولية لدى الطالب. كما امتاز بدقة العبارة و تحريرها، والبعد عمَّا اتَّسَم به بعضُ المتون من الغموض إلى درجة الإلغاز، كما امتازَ أيضًا بالبُعدِ عمَّا يقعُ في كُتُب المُتكلِّمِين الأصولية من مُخالفاتٍ اعتقادِيَّة.

متن مختصر جدًا، يحوي تعريفات لأبرز مصطلحات أصول الفقه، وتقسيمات لأبرز مواضيعه. وقد بلغت أبوابه تسعة عشر بابًا، تَوَخَّى فيه مُؤلِّفُه وجَازَةَ العبارة ووضُوحَها، دون الاسترسَال في سرد الأدلَّةِ أو المناقشة أو ذكرِ الأقوال، بل يقتصر على الراجح عنده، مع التركيزِ على أهَمِّ المسائل الأُصُوليَّة، وهذا يناسبُ الطالبَ المبتدىء غايةَ المناسبةَ، ويساعِدُ المُعلِّم والأستاذ في تلقينِ مبادىء علم أصُول الفقه الأولية.

منظومة موجزة تتكون من 47 بيتًا أو 49 بحسب اختلاف النسخ، على بحر الرجز، ولم يقصد الناظم فيها التوسع والتفصيل، وإنما أراد الإيجاز والتسهيل، لتكون مقدمة لهذا العلم، وهي تمثل جملةً من اختيارات الناظم ومعلوماته، التي لا ترتبط بكتابٍ معين، فهو لم يحاول نظم متن مخصص. وقد وصفها ناظمها بأنها (وإن كانت قليلة الألفاظ، فهي كثيرة المعاني لمن تأمَّلها). وقد ذكر فيها جملةً من القواعد الفقهية، وهي غالب المنظومة، وبعض الضوابط الفقهية، كقولهم يجب الضمان مع الإتلاف، وبعض القواعد الأصولية، كاقتضاء النهي الفساد، وكون الحكم يدور، مع علته وجودًا وعدمًا وبعض المسائل الفقهية. «روضة الفوائد شرح منظومة القواعد» (ص15).

يعد هذا الكتاب طرازًا جديدًا في تفهيم الناس مقاصد التوحيد، وقد ركز فيه المؤلف على توحيد العبادة، وهو توحيد الألوهية والتحذير من الشرك الأكبر والأصغر، مع الكلام على توحيد الأسماء والصفات، وبيان الأدلة من الكتاب والسنة على خطر الشرك، وبيان ما بعث الله به رسله من التوحيد.

بذل المؤلف في هذه الرسالة الوُسعَ والطَّاقةَ في تحرير طريقةِ الفرقةِ الناجيةِ المنصُورَةِ أهلِ السُّنَّةِ والجمَاعة في هذه العقيدة تحرِيرًا بالِغًا دَقيقًا، فما تضمَّنتهُ هذه الرسالة هو ثمرةُ تتبُّع المؤلف لأقوالِ السلف، واستقرائِها، في أبواب الأسماءِ والصفاتِ واليومِ الآخرِ والإيمانِ والقدرِ والصحابة رضي الله عنهم، وهو مُعتمِدٌ في ذلك على ما جاء في الكتاب والسُّنَّةِ وإجماع السلف رضي الله عنهُم، وهي على صِغَرِها اشتمَلَت على غالبِ مسائل الاعتقاد، إضافةً إلى بيان المسلك العمَلِي الخُلُقي لأهل السنة والجماعة. وقد وُضِع لها القَبُول في الأرض، فتلقَّفَها طُلابُ العلم، وَدَرَسُوها، وتدارَسُوهَا، ودَرَّسُوها، وحَفِظُوها جيلًا بعدَ جيلٍ، وهي بحقٍّ من أجمعِ وأخصرِ ما كُتب في عقيدةِ أهلِ السنة والجماعة.

متن مختصر في الفقه الحنبلي، فيه فوائد وزوائد على متون مختصرة أطول منه، سهل العبارة، قليلها، احتوى على جملة صالحة من أمهات المسائل، وقد رتب المؤلف مسائله وأبدع في ترتيبها، فهو صغير الحجم كثير العلم. وهو مختصر من كتاب «كافي المبتدي» للمؤلف.

كتاب سهل العبارة، وواضح، لا يحتاج لفهمه كثير عناء، معتمد في المذهب الحنبلي، قل أن يخالفه إلا في النادر، أكثر من ذكر التقاسيم، والشروط، والأركان في الأبواب بطريقة سهلة، لا يصعب على الطالب فهمها، وشهرته تغني عن التعريف به. وهو مستمد من كتاب «منتهى الإرادات» للفتوحي، وليس مختصرًا له. وقد اعتني به في بلاد الشام والقصيم، على خلاف ما عليه عامة أهل الجزيرة من العناية بالزاد وتفضيله عليه.

اختصر فيه مؤلفه كتاب «المقنع» لابن قدامة، ومشى فيه على قول واحد من المذهب في الغالب، وزاد عليه مسائل مهمة ليست في «المقنع». وليس في متون الحنابلة ما يوازيه في المسائل كثرة فضلًا على أن تكون أكثر منه. مع وجود مسائل فيه خالف فيها المذهب نبه لها الشُّرَّاح.

منظومَةٌ في علم الفرائض، وهو بابٌ من أهَمِّ أبوابِ الفِقهِ الإسلامِي، اتَّسَمَت بعرضِ المَادَّةِ العِلْمِيَّة بشكلٍ مُبَسَّط، وحجمٍ مُتَوَسّط، وعظُمَت عنايَةُ العُلَماءِ بها، فكثُرَت شرُوحُها وحواشِيها وتتمِيمَاتُها.تلقَّفَ العُلَماء هذه المنظُومَةَ وأقبَلُوا عليهَا حِفْظًا، وفَهمًا، ودراسةً، وتناوَلُوها بالشَّرح والبيانِ والاختِصَار.

من أُمَّاتِ المتون الحديثية، وهي على صِغَرِ حجمِهَا، وقِلَّةِ أحاديثها قد ذاعَت وشاعت، لأنَّ أحاديثها من جَوَامع الكَلِم التي أُوتيها النبي صلى الله عليه وسلم، فتتضمَّنُ ألفاظُها القليلةُ معانٍ عظيمةً، عليها مدارُ الشريعةِ.